الحجاب: حرية الروح في ثوب من وقار

المقال:
في عالم تتعدد فيه الأصوات وتتناقض فيه الرؤى، يظل الحجاب رمزًا له دلالته العميقة، يتجاوز حدود القماش ليحمل في طياته معاني الحرية، الكرامة، والانتماء. إنه ليس قيدًا كما يظنه البعض، بل هو اختيارٌ نابع من إيمانٍ داخلي، يعكس قناعةً ذاتية وتوجّهًا روحانيًا.

الحجاب في جوهره ليس مجرد زيّ، بل موقف. هو تعبير عن الهوية، عن الانتماء لقيمٍ ترى الجمال في الاحتشام، والقوة في الهدوء، والحرية في التحكم بالنفس لا في إرضاء النظرات. هو مساحة خاصة تعلن فيها المرأة أن قيمها لا تُقاس بما يُظهره الجسد، بل بما يحتويه القلب والعقل.

لم يكن الحجاب يومًا عائقًا في وجه الطموح أو حاجزًا أمام التقدم. فبين صفحات التاريخ وساحات الواقع، نجد نساءً محجبات كتبن أسماءهن في مجالات الطب، والهندسة، والفن، والعلوم، دون أن يتخلين عن خيارهن الحر في ارتداء الحجاب.

إن النقاش حول الحجاب ينبغي أن ينتقل من كونه معركة شكلية، إلى كونه حوارًا حول جوهر الاحترام المتبادل وحق الإنسان في اختيار نمط حياته ومعتقده دون وصاية أو ضغط. فالحرية الحقيقية لا تكتمل إلا باحترام كل اختيار ينبع من وعيٍ وإيمان.

وفي النهاية، الحجاب ليس فرضًا على الآخرين، بل التزام نابع من داخل من ترتديه. إنه عنوانٌ من عناوين التوازن بين الروح والجسد، بين الظاهر والباطن، بين الإنسان وربه.

1 فكرة عن “الحجاب: حرية الروح في ثوب من وقار”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Shopping Cart